السدود وحواجز المياه تتحوّل إلى ''بحر الفقراء'' بامتياز

السدود
وحواجز المياه تتحوّل إلى ''بحر الفقراء'' بامتياز

لم يعد
أمام زائر السدود والحواجز المائية عبر ربوع ولاية المدية، سوى فكرة واحدة
هي ضرورة تكييفها كأماكن للسباحة الفصلية واستجمام العائلات، وتوفير حراس
لها على غرار حراس الشواطئ البحرية. وهذا للأعداد الهائلة من ''المصطافين''
المتدفقين عليها، خاصة من طرف الأطفال والشباب الذين لا تسمح لهم الوضعية
المعيشية لعائلاتهم بالسفر إلى شواطئ البحر.
سد العذرات مثلا والمتواجد بالقرب من مدينة العمارية، شرقي المدية، أصبح
ملاذا يوميا لعشرات السكان الفارين من جحيم موجة الحر السائدة منذ أيام
بالمنطقة.
ورغم أن حوضه مازال مرتعا للمياه المستعملة التي تصبها قناة الصرف القادمة
من مدينة العمارية، بعد تعثر مشروع إنجاز محطة لتطهير تلك المياه قبل أن
تفرغ داخله، إلا أن ذلك لم ينفر المقبلين عليه من السباحة في مياهه، ولا
هواة صيد أسماكه عن القدوم إليه من عدة ولايات وسطى، بحجة أن نوعية تلك
الأسماك صالحة للعلاج من داء السكري، حسب ما يروج عنها من إشاعات.
ونفس الإقبال على هذه السباحة الخطرة، تشهده أغلب سدود الولاية وهي من
الحجم الصغير والمقدر عددها بـ20 سدا، إضافة إلى 20 حاجزا مائيا، خاصة
ببلديات: مزغنة والسدراية، شرقي الولاية، الزبيرية، عين بوسيف، ثلاثة
دواير، سبت عزيز.. وغيرها من مختلف بلديات الولاية، التي مازال الكثير من
أبنائها لا يعرفون شيئا عن زرقة مياه البحر، خاصة بعد تراجع دور الجمعيات
والمجموعات المحلية ولجان الخدمات الاجتماعية للعمال عن تأمين مخيمات صيفية
للأطفال والشباب. وتبقى النتائج الوخيمة والدرامية، وحدها المخيمة من حين
لآخر على ''سباحة السدود والحواجز المائية''، بتسجيل حالات غرق خلال كل
صيف، يذهب ضحيتها أبناء العائلات الفقيرة، وتكلف مجهودات كبيرة لأعوان
الحماية المدنية بحثا عن جثثهم لانتشالها.