أكثر من 50 ألف تحفة سرقت من مقابر أثرية بالشرق الجزائري

أكثر من 50 ألف تحفة سرقت من مقابر أثرية بالشرق الجزائري

تمكّنت
الجزائر خلال السنوات العشر الماضية من استرجاع أزيد من أربعة وخمسين ألف
قطعة وتحفة فنية من شبكات جزائرية وأجنبية للتهريب، مثّلت مختلف الحقب
التاريخية من بينها تماثيل لملوك الحقبة الرومانية ولوحات للرسام العالمي
''بابلو بيكاسو''.
يشير تقرير لمصالح الدرك الوطني بقيادة الناحية العسكرية الخامسة أنه
خلال3 سنوات من إنشاء خلية خاصة بمكافحة تهريب الآثار بالمنطقة الشرقية
للبلاد، تمكنت من استرجاع وحجز أزيد من 1624 قطعة من التحف والآثار التي
كانت بصدد التهريب على الحدود التونسية.
حيث نجحت ذات الخلية في تفكيك شبكات للتهريب وتوقيف العشرات من المتورّطين
في المساس بالتراث الثقافي، وتوصّلت تحقيقات مصالح الأمن بالتوازي مع عمل
هذه الخلية إلى لجوء شبكات تهريب الآثار إلى تحويلها إلى بعض الدول
المجاورة لبيعها للأجانب من وهواة جمع التحف والآثار بمبالغ خيالية، خاصة
الأشياء والمقتنيات التي كانت تخص عظماء تاريخيين سكنوا الجزائر قبل أكثر
من 15 قرنا من الوندال والبيزنطيين والرومانيين والنوميديين.
تحقيقات تكشف مواقع إلكترونية للمتاجرة بتحف سرقت من الجزائر
وكشف مصدر لـ''الخبر'' أن الاهتمام الجاد بقضايا التهريب لم ينطلق إلا بعد
عمليات السرقة والسطو التي تعرضت لها تحف أثرية نادرة، تم تهريبها إلى
الخارج كألمانيا وفرنسا، وكانت أكبر عمليات السطو عندما تم اكتشاف سرقة
وتهريب أكثر من 50 ألف قطعة أثرية نقدية تعود للحقبة الرومانية بمنطقة
سدراتة بولاية سوق أهراس بالمنطقة الشرقية، على إثرها انطلقت تحقيقات
مكثفة مكنت من استرجاع قرابة 3 آلاف قطعة نقدية من بين الخمسين ألف قطعة
التي سرقت من هذه المواقع الأثرية قبل أكثر من 15 سنة.
كما تمكنت مصالح الشرطة بالحدود الغربية في سنة واحدة فقط، من استرجاع
أكثر من أربع آلاف تحفة كانت قد نهبت من ولايات بالغرب كوهران وتلمسان،
وكانت هذه الكمية الكبيرة في طريقها إلى دول أوروبية بتورط عناصر من
جنسيات مختلفة جزائريين وأجانب على حد سواء.
إضافة إلى عمليات النهب التي تعرّضت إليها المواقع الأثرية بسوق أهراس
وباتنة وقالمة على مستوى المناطق القريبة من الحدود، كانت هذه المرة متاحف
وقاعات لعرض التحف والآثار عرضة للسرقة والنهب كمتاحف سكيكدة وقالمة، حيث
بيعت هذه المسروقات بالعملة الصعبة لسماسرة حولت بعضهم لأثرياء نظرا
للقيمة التاريخية التي تمثلها هذه القطع، عن طريق وسطاء على الأراضي
الجزائرية، بعرض هذه التحف على مواقع إلكترونية في الأنترنت، بتصويرها
وإعطاء خصائص ونبذة عنها، وبعدها يتلقى العارض عبر بريده الإلكتروني
أسعارا مقترحة للتحفة الأثرية، حيث تتم الموافقة على السعر الجيد قبل
المخاطرة بنقلها إلى تونس أو المغرب لبيعها بآلاف الدولارات.
مقابر أثرية تحولت قبلة
للصوص والمهربين
يكشف تقرير لخلية مكافحة تهريب الآثار والمساس بالتراث الثقافي أن المقابر
القديمة، خاصة على مستوى المنطقة الشرقية، أصبحت قبلة للمهربين الباحثين
عن كل ما يمت بصلة للحقبة الرومانية أو البيزنطية، خاصة القطع النقدية،
المصنوعة من مادة البرونز والنحاس وحتى الفضة والذهب، حيث يتم استخراجها
من تحت الأرض ثم نقلها إلى تونس أو المغرب لتباع بالعملة الصعبة وتنقل
بعدها إلى دول أوروبية. وإضافة إلى ما سبق شكلت المصابيح والمزهريات
والأواني الفخارية وأدوات أخرى مصنوعة من الرخام والبرونز والطين يعود
تاريخها إلى العصرين الرومانى والبيزنطى أهم ما يهرب إلى الخارج.
حيث كانت الآلاف من القطع النقدية لا تقدر بثمن، قد تمت سرقتها من مقابر
للرومان بمنطقة سدراتة بولاية سوق أهرس خلال السنوات الماضية، هذه الحالة
دفعت مصالح الدرك بالناحية العسكرية الخامسة للقيام بدوريات للمواقع
الأثرية للحد من عمليات التهريب والسرقة للآثار، خاصة بعد الحفر بالمواقع
التي يعتقد أنها تحوي تحفا أثرية قيمة، حيث أسفرت هذه الدوريات في ظرف
ثلاثة أشهر من استرجاع 33 تمثال برونزي وفرعوني وقطع نقدية، كما تم
استرجاع 98 تحفة من بينها قلة ومزهرية، إضافة إلى حلي من الفضة بمنطقة
''صيف الويدان'' بسوق أهراس.