مع اقتراب نهاية إنجاز مشروع الأمونياك واليوريا بأرزيو

عبر
أعضاء الفرع النقابي بشركة ''أوراسكوم'' للصناعة والإنشاء في المنطقة
الصناعية بأرزيو عن قلقهم الشديد إزاء مستقبل 5000 عامل جزائري مهنيا
واجتماعيا، بعد نهاية إنجاز مشروع مصنع إنتاج الأمونياك واليوريا المرتقب
بعد سنة واحدة على أقصى تقدير.

 بدأ العد التنازلي للتوظيف بشركة ''أوراسكوم'' للصناعة والإنشاء منذ بلغت
نسبة الإنجاز 65 بالمائة، وصار في الوقت الحالي حوالي 2000 عامل في الشطر
الخاص بالهندسة المدنية مهددا بالتوقيف عن العمل وفقدان الراتب الشهري
الذي كان يقبضه مع نهاية كل شهر. وبعد سنة من الزمن ستنهي الشركة أعمالها
بأرزيو ويحال إثر ذلك 5000 عامل جزائري على البطالة يضاف إليهم 2000
يمثلون العمالة غير المباشرة وعدد آخر من المقاولين المناولين أغلبهم
يمتلكون مقاولات متواضعة من حيث الإمكانات، وهذا فضلا عن 1200 عامل مصري.

وأمام شبح البطالة الذي عاد ليهدد الشباب الذين استفادوا من مناصب شغل في
''أوراسكوم'' منذ انطلاق الأشغال بمشروع الأمونياك واليوريا في المنطقة
الصناعية بأرزيو، دعا ممثلو العمال إلى استمرار هذه المؤسسة في العمل
بالجزائر حتى تستقر معها وضعيتهم المهنية والاجتماعية. وكما ذكر العمال
الذين التفوا حول ''الخبر'' حين تواجدها بمقر الشركة، فإن من بينهم عمال
عاديون صاروا تقنيين في مجالات متعددة، بفضل فترات التكوين التي تلقوها
داخل المؤسسة، ومن كان عونا إداريا أصبح مديرا للموارد البشرية، وخلال شهر
واحد تم تعديل 500 وضعية من حيث المنصب والراتب، وكل عامل يرتقي بعد فترة
تكوين ميدانية ويضاعف راتبه الشهري. كما أشاروا إلى أن المتخرجين من
الجامعات تم توظيفهم دون طلب سنوات من الخبرة كما هو معمول به في العديد
من المؤسسات الوطنية والأجنبية الأخرى. وهذا ما دفعهم إلى التساؤل عن مصير
هؤلاء بعد رحيل ''أوراسكوم''، خاصة أن عددهم هائل لا يمكن ضمه إلى أي شركة
دفعة واحدة، كما أنهم اكتسبوا خبرة في المجال الصناعي ولا يمكنهم العمل في
قطاعات أخرى.

من جهته أوضح مراد عزمي، مدير مشروع أوراسكوم بأرزيو، أنه من الصعوبة أن
تقول لعامل قضى مع الشركة 3 أو4  سنوات ''إنك متوقف عن العمل لعدم الحاجة
إليك''، كما يحزّ في نفسي أن يضيّع أحدهم مصدر رزقه، مشيرا إلى أن هناك من
ذوي الخبرة من يمكن للشركة ضمهم إليها للعمل حتى خارج الجزائر، ولكن الأمر
صعب بالنسبة لخمسة آلاف تعودنا عليهم واستفادوا من خبرة في تخصصات متنوعة.
وأما بالنسبة لسامي سمير مدير مشروع ''سورفرت''، الذي أكد أن المشروع
سيجهز بعد أقل من سنة، فربط عدم الاستغناء عن كل العمالة الجزائرية بوجود
مشاريع داخل التراب الجزائري وعلى الأخص بولاية وهران التي ينحدر منها جل
العمال، وهذا أمر تحدده الدولة الجزائرية التي تعلم أن ''أوراسكوم''
استطاعت أن توظف 530 عامل في شهر واحد. ''وأملنا في أن يكون لنا نصيب في
مشاريع مشابهة حتى نستمر مع نفس الطاقم العمالي البالغ عدده 5000 جزائري
و1200 مصري مصيرهم لا يختلف عن مصير المحليين''.