حيل بارونات التهريب في المناطق الحدودية

زائر

الحمّامات والمقابر لإخفاء الأسلحة والذخيرة

يلجأ
بارونات التهريب في المناطق الحدودية، إلى عدة حيل لتضليل حراس الحدود،
لاسيما استغلال المقابر والحمامات المتواجدة في الأماكن المعزولة لإخفاء
الأسلحة والذخيرة والمواشي والمازوت قبل تهريبها إلى تونس.
تفيد الحصيلة السنوية لمصالح الدرك الوطني للقضايا المعالجة في التهريب
الحدودي، بأن حمام سيدي طراد بأقصى نقطة حدودية ببلدية الزيتونة، يعدّ من
أهم وأنشط محاور عصابات التهريب الحدودي التي ساعدها عزلة المكان.
فشلت كل المشاريع المركزية والمحلية لتحويل حمام سيدي طراد بأقصى نقطة
حدودية في بلدية الزيتونة إلى مركب سياحي استشفائي، أو على أقل تقدير
ترميم حجراته المنهارة وتهيئة محيطه، واصطدمت كلها بسيطرة بارونات التهريب
الحدودي على هذا الحمام التقليدي بأقصى نقطة حدودية، واتخذته عصابات
الحدود بوابة استراتيجية لنشاطها باستغلال طيبة أهالي المنطقة، لتهريب
السلاح والذخيرة وسرقة قطعان الماشية والمازوت والمواد الغذائية.
ونجحت ذات العصابات في فرض سيطرتها على هذا الحمام وساعدتها في ذلك عزلته
التامة وتأخر استفادة المنطقة بالمشاريع التنموية، وانسحاب حرس الحدود من
موقعه ما جعل المناخ مناسبا لتلاقي عصابات التهريب الحدود من كلا الضفتين،
خاصة وأن موقع حمام سيدي طراد في نقطة وسطية للشريط الحدودي بولاية الطارف
ومنه تفترق شبكة من المسالك الغابية وسط التضاريس الوعرة، وهي موطن تنقلات
جماعات التهريب وخاصة المختصة في سلاح الصيد والذخيرة، غالبا ما تلاحقها
مصالح الدرك الوطني التي حجزت في السنة الماضية فقط؛ 14 بندقية و4 مسدسات
و5500 خرطوشة صيد إلى جانب 70كلغ من البارود بنوعيه الأسود والأبيض
ومبالغ مالية هامة بالعملة التونسية والأورو، وحتى شجيرات الزيتون
المستوردة من إسبانيا والموجهة للغرس بالمنطقة هرّبت إلى تونس عبر هذه
البوابة التي ظلت الحصائل السنوية للقضايا المعالجة في التهريب الحدودي،
تصنفها من أهم وأنشط محاور التهريب.
من جانب آخر، كشفت مصادر أمنية أن بارونات التهريب اتخذت من بقايا قبور
المقبرة التاريخية للشهداء ''سيفانة'' على بعد نصف كلم شرق الحمام، كمخازن
للسلاح والذخيرة المهربة، ومن بين هذه القبور المدفن الأول للمفكر التحرري
''فرانس فانون''.
وغير بعيد عنها في الضفة التونسية على نحو 3 كلم تتواجد منطقة ''المروج''
وهي عبارة عن سوق لتجميع رؤوس الماشية المسروقة وتهريبها إلى تونس.
وازداد نشاط التهريب مع إنجاز طريق الحمام وربطه بالمركز الحضري لمقر
البلدية على مسافة 17 كلم ليشمل تهريب مادة المازوت بواسطة خزانات
السيارات من نوع ''تويوتا هيليكس'' التي تفرغ مخزنها من المازوت في برميل
بلاستيكية وتحول ليلا إلى الحزام الحدودي القريب على مسافة 400 متر فقط.