من الاحترافية إلى ''البريكولاج''

من الاحترافية إلى ''البريكولاج''

اكتشف
أنصار الفريق الوطني لكرة القدم، إثر الهزيمة النكراء التي مني بها الخضر
في أول خرجة لهم لحساب الدور الأول من كأس إفريقيا للأمم أمام مالاوي، أن
تشكيلة سعدان ''عملاق بأرجل من طين''. فكيف لفريق متأهل لنهائيات كأس
العالم أن ينهزم بتلك الطريقة أمام فريق صنف نظريا أضعف فريق في المجموعة.

والواقع أن هذه المهزلة التي حدثت في لواندا أمس تبيّن بما لا يدع مجالا
للشك أن تحضير المنتخب للموعد القاري كان كارثيا. لنتذكر أن الجزائر عندما
لعبت لقاءها في زامبيا توجهت إلى جنوب إفريقيا للتحضير في نفس الظروف
المناخية التي تقام فيها المباراة.
أما لتحضير دورة إفريقية كاملة تقام في عز الصيف في مناخ استوائي يتميز
بالحرارة الشديدة والرطوبة العالية اختار الطاقم الفني فصل الشتاء وبرد
فرنسا القارس.
وبينما أجرت المنتخبات المتأهلة مباريات ودية في ظروف مناخية مشابهة لمناخ
أنغولا، اختار الطاقم الفني أن يقطع تربص فرنسا ليمنح لاعبيه راحة من
ثلاثة أيام ''كانوا في أمس الحاجة إليها'' لتحسين مردودهم فنيا ونفسيا.
وبينما كانت تصريحات مدربي الفرق المشاركة مشابهة إلى أبعد الحدود، إذ
أجمع كلهم على أنهم سيذهبون إلى أنغولا للفوز بالكأس، خرج سعدان بتصريح
غريب مفاده أن كأس إفريقيا لا تحظى بالأولوية، قبل أن يتراجع ليؤكد أن
فريقه سيعمل على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة التي لم تفز بها الجزائر
إلا مرة واحدة.
وبينما كانت الفرق المنافسة تتأقلم مع مناخ الصيف الاستوائي في لواندا،
اشتكى سعدان من عاملي الحرارة والرطوبة، ليذكرنا بتصريحه الشهير قبيل
مونديال مكسيكو في 1986، عندما كان يردد مرارا أنه متخوف من العلو
والارتفاع عن مستوى سطح البحر، وكأن الفرق المشاركة لا يعنيها هذا العامل
المهم.
وبينما كان المتتبعون ينتظرون أن يلعب سعدان بلاعبين محضّرين بدنيا
ونفسيا، لجأ إلى لاعبين لم يعودوا بعد من الإصابة، على غرار صايفي الذي
كان ظلا لنفسه. وبينما كنا ننتظر أداء يليق بفريق يملك تاريخا كرويا
محترما وتأهل عن جدارة واستحقاق للمونديال، ظهر اللاعبون بوجه شاحب ومردود
هزيل، غابت عنه الإرادة والروح القتالية، التي عهدناها لديهم في مناسبات
سابقة. فكان الإخفاق التام على كافة المستويات.. فلتكن مباراة مالاوي درسا
حقيقيا يتعيّن على مسؤولي الاتحادية والطاقم الفني واللاعبين حفظه وأخذ
العبرة منه، وإعادة الاعتبار للكرة الجزائرية فيما تبقى من المشوار
الإفريقي