خديجة بنت خويلد3 Nucsa_10
ضيفنا الكريم
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً
..
في منتديات المدية
أهلاً بك بين إخوانك وأخواتك
آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا
حيـاك الله
عليك التسجيل أولا لتشاركنا.
خديجة بنت خويلد3 Nucsa_10
ضيفنا الكريم
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً
..
في منتديات المدية
أهلاً بك بين إخوانك وأخواتك
آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا
حيـاك الله
عليك التسجيل أولا لتشاركنا.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 خديجة بنت خويلد3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ramirami
مشرف منتدى التضامن
مشرف منتدى التضامن
ramirami


ذكر
عدد المساهمات : 1168
العمر : 34
الموقع : mokhstar.ahlablog.net
العمل/الترفيه : طالب
وطني : خديجة بنت خويلد3 Algeri10
تاريخ التسجيل : 27/06/2008
السٌّمعَة : 6

خديجة بنت خويلد3 Empty
مُساهمةموضوع: خديجة بنت خويلد3   خديجة بنت خويلد3 Empty3/7/2009, 14:44

رجع إلى بيته، في وقت لم يكن من عادته أن يرجع فيه أبدا، فطالما قضى أيام رمضان كلها متحنثاً متعبداً في الغار، بل إنه كثيراً ما كان يحدث أن مرت به في خلوته، تلك شهور كانت تتعدى الأربعة، وقد تصل إلى ستة شهور، فترى لماذا عاد الآن والوقت لا يسمح بمثل هذه العودة، وما كان يضيره من شيء أو هو صبر حتى مطلع النهار!!
وأي حادث تعرض له!!
تلكم كانت الأسئلة التي تزاحمت على خيال خديجة الحانية، العطوف ساعة أهل عليها زوجها عائداً من الغار، بادي الاضطراب، ظاهر المخاوف، يرتجف ويرتعد، فأقبلت عليه في حنان سابغ وعطف عظيم تسأله ما به.
وتكلم الأمين، ولم يقل غير كلمة، دثّروني.. دثّروني.. وهو يرتعد.
وأسرعت خديجة تهيئ لزوجها ما طلب، ثم راحت تحوطه بالبر، وتدثره بالحنان، والرحمة، فأضفت عليه من روحها الكبير ما جعله يستشعر بعض الهدوء النسبي، ثم تكلم.
ولقد كان من اللازم أن يتكلم، إلى من يعرف كيف ينصت إليه، ويتفهم جيداً ما كان يقول، وهل كان هناك أجدر وأليق وأكثر حناناً وبراً وعطفاً وحدباً من خديجة الكبيرة القلب لتنصت وتسمع وتتدبر ثم تصغى بعقل سليم إلى ما كان يقول.
وتكلم الأمين، ووجف قلب خديجة، بل غلبته الفرحة ودهمته السعادة، فقد صدق حدسها في محمد، وأن ما ظنته فيه ليحققه لها حديثه الصادق وهو يروي على مسمعها كل ما حدث في الغار.
أبداً، ما كتم الأمين الصادق عن زوجته شيئاً مما رأى، ولا حرفاً مما سمع، وهي تسمع في إصغاء شديد، وبريق الفرح يشع من أعماق عينيها، وعلى وجهها الرقيق الملامح، الناطق بالعطف والحدب، تجلّت أضواء الفرحة الكبرى، وكأنى بالأمين لم يأتها بجديد ما كانت تتوقعه وهي التي طالما تصوّرت هذا، بل طالما أحسّت بوجدانها الحي، أن وراء عزوف زوجها عن مجامع قريش وأربابها، بل عن أهلها ثم تحنثه وتحنفه، وطول وحدته في الغار البعيد - طالما أحسّت أن وراء هذا كله ما وراءه، وأيقن فؤادها، أن محمداً الأمين الطاهر، الكامل، الراجح العقل لا يبعد أبداً أن يكون هادي هذه الأمة، والنبي المنتظر، الذي كانت البشرية ترجو ظهوره والذي تهامس بمقدمه وأشار إلى بعثه، في هذه البقاع بالذات أهل الكتاب.
ولقد ارتاح محمد إلى إنصات زوجته، وطاب نفساً بإقبالها عليه، وقرأ في ملامحها، أنها آمنت بما قال، وصدقت كل ما سمعت، وإذا به يقول في هدوء مَن بدأ يغمره الهدوء «لقد خشيت على نفسي».
وتسامى الحنان، وتعالى، وتعاظم أمره، وجلّ وتفرّد فوصل إلى مراتب القداسة، وبلغ درجات الملائكية، وإذا بالشريكة الحانية، تقول:
- يا ابن عم، والله لن يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
هذه الفضائل جمعاء، لا يمكن أن تتجمع إلا في كامل، مطهر، مختار، اصطفاه الله ربه لأمر عظيم، ورسالة عظمى، ليهدي الناس إلى الحق فيتبعوه وهم على ثقة من صدقه، فقد كان صورة حيّة للكمال البشري، والسمو الإنساني، المبرأ من كل عيب، البعيد عن كل نقيصة.
وارتاح الأمين، وهدأ، وطابت نفسه وعاوده الهدوء، وكأنما غلبته راحة طاغية، جمل مع مسراها إلى نفسه ينصت إلى قول خديجة له بأن الله لن يخزيه أبداً، فهو الفضيلة مجسّدة والكمال الخلقي ماثل للعيون في صورة إنسان، طهّره ربه، وعلّمه، واصطفاه، وتخيّره، بعد أن أدبه فأحسن تأديبه.
وراح محمد يسترجع ما كان، ويتذكر دقائق ما حدث ثم...
ثم ما لبث أن استغرق في نوم عميق، بعد أن دثّرته خديجة، وعنيت به كدأبها دائما معه.
وأخذ الوقت يمر، اللحظات كالأعوام، والدقائق كالدهور، وخديجة متيقظة الحنان، شديدة الانتباه، مرهفة الحساسية، يشملها صمت البيت الهادئ وتحتويها سكينته، ثم لا تلبث أن تردها إلى الواقع أنفاس الزوج المستغرق في نومه، فتذكر مرة في إثر مرة ما سمعت منه. ثم تسترجع مرات ومرات ما قال، ثم تسلم نفسها لا إلى الخيال الجامح، بل إلى الواقع والحقيقة، فهي لا تحب الخيال، ولا ترتاح لشيء ما ترتاح إلى الحق.
وبدأت خديجة تتدبر في إمعان وعمق تفكير ما سمعت.
أهي رؤيا؟!!!
أجل، وإنها لرؤيا حق وصدق، بل.. وأمر، ثم تكليف، بعد هدى وهداية إلى حق طالما فكر محمد في عوالمه وحار.
هذا الذي حدث لا يمكن أن يكون إلا حقا، حقاًِ مؤكداً لا مرية فيه أبداً.
اقرأ.. ماذا يقرأ..؟! ذلك ما فكرت فيه خديجة.
اقرأ، ما سوف تسمع، اقرأه على الناس وهذا هو التكليف الإجمالي، والأمر بالبلاغ المبين.
اقرأ، ما سوف تسمع من آيات الله المحكمات، اقرأها على الناس ليهتدوا بها.
خديجة بنت خويلد3 D01اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علّم بالقلم * علّم الإنسان مالم يعلمخديجة بنت خويلد3 D02.
هذا كلام لم يسمع به أحد من قبل أبداً، كلام يجب تدبّره والإمعان فيه.
ولكن، هل تستطيع خديجة وحدها أن تفكر في هذا الذي سمعت؟!
لقد صارحها زوجها بما رأى، وما سمع، وجعلها شريكته في الرأي، وقد أحب أن يستمع إلى رأيها في هذا الأمر العظيم الذي تعرّض له، فلماذا لا تسرع هي الأخرى، إلى من تثق فيه وتهمس إليه ما كان، فقد يكون له رأى!!
وأسرعت خديجة وحدها، إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وراحت تروي له ما حدث لمحمد، وما تعرض له في نبرة المقتنعة بما كانت تقول، المؤمنة بما كانت تروي، والرجل منصت إليها في هدوء، فقد كان ممن قرأوا الكتاب، وكان على النصرانية، ولم يكن على دين قريش.
ورفع ورقة وجهه في النهاية، وبعد أن أتمت خديجة حديثها في هدوء قال:
- قدّوس، قدّوس هو الله، يا ابنة عم، والذي نفس ورقة بيده إن كنت قد صدقتني الحديث، فإن ما رآه محمد في الغار، إنما هو الناموس الأعظم الذي أنزل على موسى وعيسى من قبل، وأن محمداً لهو نبي آخر الدهر، إنه دعاء إبراهيم عليه السلام، وبشرى عيسى، وأن أهل الكتاب ليعرفونه في توراتهم.
ونزل حديث ورقة على قلب خديجة برداً وسلاماً، وأنها لتستشعر الزهو، وتحس الفخار وتعرف أن شعورها لم يكذبها أبداً يوم تخيرت الأمين زوجاً، وأن فراستها فيه كانت صادقة صائبة، وأنها أحسنت بوقوفها إلى جانبه، وحدبها عليه، وبرها به، وتباعدها عن تصرفاته، وحبّه للوحدة، وإغراقه في البعد عن الناس، ولجوئه إلى الغار، لأيام وأسابيع وشهور يتحنث ويتفكر.
وإنها اليوم لتحس والسعادة تغمر قلبها أنها تجني ثمار ما غرست، وأن الله رب محمد، ومرسله، ومرسل ناموسه الأكبر إليه في الغار، لابد أن يجزيها أجر العاملين، الصادقين المؤمنين.
وعادت خديجة إلى بيتها، والدنيا تتضاءل أمام فرحتها، عادت لتجد البيت على حاله من الهدوء والسكينة والصمت.
كان الأمين لم يزل مستغرقاً في نومه، ولكن.. أي نوم! نوم تقطعته الرؤى، وتخللته الأحلام اليقظى، فصوت جبريل لم يزل يدوي في خياله، وصورته، مازالت تملأ كل فراغ كان محمد يراه ثم..
ثم هاهو ذا يسمع الصوت القدسي نفسه مرة أخرى، وهاهو ذا جسد محمد يضطرب، ويهتز وينصب عرقه مثل الجمان، وإذا هو بين النوم واليقظة، وهو في تمام الوعي، يصغى من جديد إلى تكليف جديد.
خديجة بنت خويلد3 D01يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربّك فكبّر * وثيابك فطهّر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبرخديجة بنت خويلد3 D02.
وأسرعت خديجة البارّة مرة أخرى إلى زوجها تذهب عنه الروع وتطمئنه، وتسمع إليه، وهو يتلو ما أوحى إليه من كتاب ربه، ثم تطلب إليه في همس رقيق، أن يريح نفسه، ويعاود النوم من جديد.
أي نوم! وأي راحة كانت تشير خديجة إليها لمحمد رسول الله، وقد أمره ربه بالقيام، وهاهو ذا يقوم طاعة وامتثالا، ليستجيب للأمر الثاني، ويسارع إلى تنفيذه وهو الإنذار.
قم، فانذر، فكيف ينام، أو كيف يستريح، والله الحق يأمره بالقيام بالانذار، ويعين له الطريق الواجب اتباعها وهي التكبير، الله أكبر.. الله أكبر.
وأصغت خديجة طويلاً إلى زوجها، في الوقت الذي راحت تدوي فيه أصداء كلمات ورقة في خيالها المرهف، وقد قال عن محمد إنه نبي آخر الزمان، وأن ما رآه في الغار هو الناموس الأكبر. الذي كان ينزل على موسى وعيسى، وأنها الآن لتستمع إلى جديد.
لقد عاد الناموس إلى محمد، وهاهو ذا يتلقى أوامر جديدة تعين طريق الجهاد، الذي أنبأها به ورقة.
ووجدت خديجة نفسها تصارح زوجها بما سمعت ثم، إذا ببرها وحنانها، وحدبها على محمد، يتعالى إلى أقدس درجات التسامي، فيستحيل إلى إيمان صادق بما قال، وتصديق مطلق، لكل ما تحدث به.
وآمنت خديجة بمحمد، وخلعت دين قريش وأرباب من كفروا بالله، ودخلت في دين الإسلام واتبعت زوجها على ملته، وقد قرّ بها العزم على أن تقف إلى جواره، وأن تشد أزره، وأن تعينه، بما تستطيع في جهاده، تصورت وعثاء الطريق، وطولها وعناد من سوف يلقونه فيها من الآن.
وكان إيمان خديجة برسالة محمد، أول حلاوة تذوقها وهو في بداية مرحلة الجهاد الشاق، بل إن هذا الإيمان السريع من جانب خديجة والتصديق بما قال محمد، ثم الاستجابة للدعوة، كان ولاشك بلسم الراحة والهدوء الذي أحسه رسول الله، ووجد فيه بشرى النصر المؤز، وآيته الكبرى، التي سوف تتلوها آيات بينات بعد آيات.
وخرج محمد ذات يوم من بيته، وبينما كان يطوف بالكعبة، بيت الله العتيق، إذ رأى ورقة بن نوفل الذي أسرع إليه في لهفة وشوق. يتعرف أنباءه ويريد أن يعرف إلى أي حد وصل من حدود الرسالة.
وقال ورقة لمحمد، في حرارة وصدق، والذي نفس ورقة بيده، إنك لنبي هذه الأمة ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى.
وقد كان هذا هو نص ما قاله لخديجة من قبل، ولكنه - ومادام قد انفرد بمحمد صاحب الرسالة، فليكن معه أشد صراحة، وأكثر وضوحاً، وإذا هو مستمر في حديثه يقول:
ولتكذبّن، ولتؤذيّن ولتخرجن من ديارك ولتقاتلن، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرًا يعلمه..».

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خديجة بنت خويلد3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ˙·٠•● ديني الحنيف ●•٠·˙ :: منتدى السّيرة-
انتقل الى: