خديجة بنت خويلد Nucsa_10
ضيفنا الكريم
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً
..
في منتديات المدية
أهلاً بك بين إخوانك وأخواتك
آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا
حيـاك الله
عليك التسجيل أولا لتشاركنا.
خديجة بنت خويلد Nucsa_10
ضيفنا الكريم
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً
..
في منتديات المدية
أهلاً بك بين إخوانك وأخواتك
آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا
حيـاك الله
عليك التسجيل أولا لتشاركنا.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 خديجة بنت خويلد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ramirami
مشرف منتدى التضامن
مشرف منتدى التضامن
ramirami


ذكر
عدد المساهمات : 1168
العمر : 34
الموقع : mokhstar.ahlablog.net
العمل/الترفيه : طالب
وطني : خديجة بنت خويلد Algeri10
تاريخ التسجيل : 27/06/2008
السٌّمعَة : 6

خديجة بنت خويلد Empty
مُساهمةموضوع: خديجة بنت خويلد   خديجة بنت خويلد Empty3/7/2009, 14:35

خديجة بنت خويلد

[size=9]


كان لها الحسب، وكان لها الأصل العريض، فهي بنت الصيّد البهاليل من سادات قريش، وفوق الحسب والأصل العريق، والأرومة العتيدة، كان لها الجاه العالي، ثم كان لأبويها المال الجم والثراء الوفير، وللمال والثراء فعلهما وأثرهما، فلاعجب أن تقدم لها السادة الغطاريف يخطبونها لأنفسهم، ويدعون بما كان لها من فضل وأمجاد، أمجاد كانوا يتميزون بها ويفاخرون.
وهكذا تزوجت خديجة بنت خويلد، سيدا من أكرم أبناء عمومتها هو «عتيق بن عائذ المخزومي»، وأنزلها أعز منزل، وأكرمها أيما إكرام، وعاش معها حياة، كانت هي السعادة المدعمة المستقرة، حتى شاءت إرادة الله أن يفرق الموت بين الزوجين الشابين، فمات عتيق وترملت خديجة، وهي لما تزل بعد في نضارة الصبا والشباب.
وعادت الأرمل الشابة إلي بيت أبيها خويلد، وقد ورثت مال زوجها عتيق، فزاد لديها المال، وتعاظم الثراء، فشغلت نفسها بالتجارة شأنها في ذلك شأن مجتمع قريش وشأن ساداته، حتى حدث أن تقدم «أبو هالة هند بن زرارة التميمي»، يخطبها لنفسه، وكان سيدا في قومه، له جاهه ومكانته، وماله، فارتضته خديجة زوجا ودخلت بيته، وعاشت في ظله ما شاء لها الله أن تعيش.
ثم، لحق «أبو هالة» بربه، وترملت خديجة للمرة الثانية، وللمرة الثانية، ورثت فوق مالها، مال الزوج، فعظم الثراء، وتكاثر المال، وتبعاً لذلك اتسعت دائرة التجارة، وعظم نطاقها.
وورثت خديجة بعد هذا، وفوق ما ورثت قبل، مال أبويها ومركزهما التجاري، ومكانتهما المدعمة، وما كان لهما من أعمال عدة متشعبة، وأصبح عليها وحدها أن تديرها، وتتولاها، وترعى شئونها، فخرجت إلى نطاق العمل، وباشرت الصعب من أمور الاتجار فكثر عبيدها، وتكاثر مالها، وتضاعف عدد من كانوا يعملون لحسابها وتحت إمرتها، وأصبحت لها صلات بأهل المال وأصحاب التجارة، وخرجت باسمها القوافل عبر الصحراء في رحلتي الشتاء والصيف.
وبحكم هذا المركز المالي الكبير، والإشراف الكامل على أعمال التجارة والقوافل وعمالها، وترتيب مواقف خروجها وعودتها في مواعيد منتظمة - أصبحت خديحة وثيقة الاتصال بمجتمع قريش، تعلم الكثير من أنباء أهله.
وسمعت خديجة في جملة ما سمعت باسم محمد، فتى من بني هاشم، عمل في صغره وعرف في مجتمع مكة بأسرها باسم الأمين.
شاب يخطو نحو الرابعة والعشرين، في ربيع عمره، مكتمل الشباب ولكنه راجح العقل، جميل الطباع، رزين، هادئ، له فلسفة الحكماء وطول باعهم، وحكمة الشيوخ وبعد نظرهم، فيه روية أهل الحجا، وله سعة أفق العلماء الواثقين ممن يزنون الأمور ويضعون كل شيء في موضعه الحق الجدير به.
***

وعجبت خديجة بنت خويلد لما سمعت من أمر محمد بن عبد الله، ووجدت نفسها تطلب المزيد من أنبائه، لتعرف عنه، أكثر مما عرفت.
عرفت أن أباه عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، مات وأمه آمنة بنت وهب حامل به، وأن جده عبدالمطلب كفله، وأن حليمة السعدية أرضعته وتربى معها في الصحراء وسط ربوع أهلها، فعرف البادية، ونشق هواءها، وعاشر أهلها.
وراحت خديجة تطلب المزيد من أنباء محمد، فعرفت عنه ما أثار دهشتها، وعجبها، بل تقديرها وإعجابها، عرفت أن محمدا لم يتصف بالأمانة والحجا فحسب، بل بالعزوف عن مجتمع قريش بأسره، والبعد عن مجون أهله، وإسرافهم في طلب الملذات، وراع خديجة أن يوجد في مكة قرشي شاب، بعيد بروحه وفكره عن مجتمعه وطباع قومه، ووجدت فيه وعن طريق السمع، أميناً يجب أن يؤتمن، وحكيماً، من التعقل أن تستغل حكمته، ومن هنا، قررت أن يعمل معها، وأن تكل إليه أمر قافلة من قوافلها، يخرج بها إلى الشام.
ولما كان صاحب المال دائماً يتميز بالحرص، والدقة في اختيار أمنائه، فقد حرصت خديجة على أن تختبر محمداً، اختباراً عملياً، ظاهراً، فوكلت إليه أمر التجارة، ثم أرادت فوق هذا أن تختبره روحياً وخلقياً، إذا ما هو بعد عن مجتمعه الذي عرف فيه بالرزانة والتعقل، وخالط مجتمعا لا يعرفه فيه أحد، ولقى فيه حريته الكاملة، البعيدة عن الرقابة والعيون، فأرسلت معه عبدها «ميسرة» ليرقبه عن كثب، حتى إذا ما عاد، عاد إليها بصورة كاملة عن محمد، في حله وترحاله، في سفره وإقامته، في ممارسته للتجارة، ومعاملته للناس، في بيعه وشرائه، في تعرّفه على كل وسط جديد يدخله، ومع كل أناس يخالطهم.
وخرجت القافلة، وعلى رأسها محمد بن عبدالله، وخديجة تتعجل الأيام لعودتها، ومعها أنباء الشاب الذي تمنت أن تصدق فيه أقوال الناس، وألا تخيب فيه فراستها وصدق حدسها.
وعادت القافلة والربح الوفير، والتجارة الرابحة، وأعز وأروع الأنباء التي كانت تتصوّرها خديجة الطيبة التي راحت تصغي إلى «ميسرة» عبدها الطيب وهو يحدثها حديث المأخوذ عمّا رآه من الأمين محمد طوال أمد الرحلة من مكة إلى بلاد الشام، ومن هناك إلى مكة.
خوارق وأعاجيب سمعتها خديجة عن محمد، ومديح يتلوه مديح، فالشاب العزوف عن مجتمع قريش، ظل على حاله، العزوف المتباعد عن مجالي الشام ورائع سوامره التي يقبل عليها التجار في شغف ويرتادها أصحاب القوافل في لهفة وإعجاب.
أبداً ما غيّرت الرحلة من محمد، ولا بدلته ظروف السفر والترحال، بل ظل كما هو، هادئاً، رزيناً حكيماً، صامتاً لا يتكلم إلا حين يفرض عليه الموقف الكلام، فإذا تكلم، كانت الكلمة الواحدة منه تزن آلاف الكلمات، وتجذب السامعين إليه، ففي صوته نبرة غريبة، وجرس أخّاذ يجبر سامعه على الإنصات له.
واستعرضت خديجة الأمر، لقد عادت التجارة بأضعاف أضعاف ما كانت ترجوه لها من ربح، وهذا ما يشجع على التمسك بمن أشرف عليها هذه المرة، لأن الربح سيتضاعف بعد ذلك أضعافاً فوق أضعاف، ومحمد هذا، يجب ألا تفرط فيه خديجة أبداً، بل لترى بحاسة صاحبة الأعمال الواسعة، أن الحكمة توجب ضرورة استبقائه، وأن تكل إليه أعمالاً بعد أعمال.
وكما كان محمد الأمين حديث قريش من قبل وموضع إعجاب وإكبار أهلها على مختلف أعمارهم ومراكزهم، أصبح اليوم موضع اهتمام خديجة، حتى أنها هي الأخرى تتحدث وتطريه، وتمتدحه أمام أقرب صاحباتها إليه، وأن إحداهن وهي صاحبتها «نفيسة بنت منية» لتستمع إليها في دهشة، وتحس بأن خديجة تتحدث حديث القلب، وأن في النفس إلى محمد، ما هو أكثر من الإطراء والمديح.
وشاءت القدرة أن تلعب نفيسة دورها في التقريب بين خديجة ومحمد الذي ارتاحت خديجة إليه، وأسرعت الصديقة الأمينة إلى محمد تسأله سر انصرافه عن الزواج، وقد بلغ الخامسة والعشرين، فكان صريحاً معها إلى أبعد حدود الصراحة، إذ لم يكن بيده ما يتزوج به، فإذا بها تعرض عليه الحسب والمال والجاه، فعرف أنها تشير إلى خديجة التي أنس إليها من قبل، وسرعان ما قبل عرض نفيسة في لون من ألوان التحفظ، لأنه كان يعرف أن خديحة قد طلبها سادات قريش وكبار أثريائها فردتهم، فكيف تقبله هو وهو المعدم الفقير.
وهونت نفيسة الأمر لمحمد، وعادت إلى خديجة، ثم.
ثم تم الزواج المبارك المبرور، وحضره أعمام محمد وعم خديجة عمر ابن أسد.
وأصدق محمد خديجة عشرين بكراً، وبدأ حياته المستقرة معها، وانتقل إلى بيتها الهادئ، الذي أغناه الله بوجوده فيه عن الناس، ورفرفت السعادة على الزوجين الهانئين وبدأت تؤتى ثمارها النضرة. ورزق محمد من خديجة بأولاده القاسم والطاهر والطيب، وببناته زينب ورقية وأم كلثوم ثم فاطمة الزهراء.
وشاءت إرادة الله، أن يتخير إلى جواره أولاد محمد الذكور، فلحقوا به سبحانه وتعالى وهم في طفولتهم المبكرة، فحز هذا في نفس أبيهم الطيب، الذي اتجه بكل رعايته وعطفه بعد ذلك إلى زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة الصغيرة.
ومرت السنون، مرت في يسر وهدوء إلى أن زوج محمد ابنته زينب بأبي العاص بن الربيع ابن خالتها، وخطب عمّه أبو لهب رقية وأم كلثوم لولديه عتبة وعتيبة.
خمسة عشر عامًا مرت بعد الزواج السعيد، وشارف محمد الأربعين من عمره، وقد زادته الأيام حكمة وأصالة، وكفلت له ظروفه المادية الميسرة عيشاً مستقراً، وتفكيراً منظماً، ما لبث أن تخطى محمد به مجتمعه، ثم استقر به إلى ما هو فوق تفكير أهل مكة جميعاً.
ما أصغر هذه الحياة، وما أهونها وأحقر شأنها، بل وما أتفه عقول الناس هذه التي بعدت عن الحق، وتعامت عن الجوهر، واتبعت الزيف، وأحبت الضلال!!
ثم، أي حياة هذه التي يحياها أولئك الناس، وهل يعبثون في حياتهم وبمجتعهم حتى يصلوا به إلى هذا الدرك السحيق، فعاشوا حياة بلا هدف وبلا غاية، حياة لا تعرف غير العبث واستحلال الحرمات.
مجتمع سادر في الغي، غارق في الإثم، مقبل على لذات الحس، دينه التدنّي، وديدنه الشهوات!
والحقيقة!
حقيقة هذا الوجود، حقيقة الإنسان ورسالته وهدفه من الحياة، أين ذهبت؟
والحق، الحق وحكمته وأصله وفلسفته ومراميه السامية! أين ضاعت معالمه، وكيف بددته عقول هؤلاء الناس!
كل شيء تافه، وكل ما هنالك حقير لا يساوي مثقال ذرة من وجوده.
لهو وعبث وخروج سافر عن لب الحقيقة!!
حتى العبادة عبارة عن تمرّد، والتعبّد ضلال، وطقوس الضراعة غي وبهتان مبين.
أي دين هذا الذي انتظم كل هؤلاء العابثين؟ وكيف أباح لهم المحرمات، وناداهم إلى الإثم، وحرّضهم على الرذيلة؟ وأى معبود هذا الذي يقبل لعباده هذا التردي ويسمح في مواسم الحجيج إلى ساحته بأمثال هذه الموبقات ؟!
خمر، ورقص، وتجرّد، وانحلال، أهذه هي شعائر ذلك الدين، وتلك كانت طقوسه!!
لا.. لا.. وإلى الأبد لا.. فليس هذا كله من الحقيقة الطاهرة الناصعة في شيء أبدا.
إذن، فأين الحقيقة، وأين وجه الحق؟!
.



[/size30]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خديجة بنت خويلد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ˙·٠•● ديني الحنيف ●•٠·˙ :: منتدى السّيرة-
انتقل الى: