حلبة روما والقتال الأخير

الامبراطورية الرومانية التي حكمت العالم القديم لسنوات طويلة وكانت روما
مركز القوة التي أظهر بها الرومانيون عنفوانهم وبأسهم الشديد.

روما التي سميت نسبة الى مؤسسها وأول ملوكها رومولوس وبسبب كونها
امبراطورية قامت وسيطرت عن طريق الحروب فإن فن القتال كان الفن السائد بين
الرومان ولذلك بنوا رائعتهم الكولسيوم ذلك الاستاد المهيب الذي لاتزال
آثاره صامدة رغم مرور التاريخ الطويل وكانت تجرى فيه فعاليات المصارعة
الدامية حتى الموت بين الابطال الذين يتم جلبهم من كل مكان في العالم.وها
هي روما تعيد التاريخ مجددا وتحت مسمى نهائي دوري ابطال اوروبا لتستقبل
عاصمة الرومان القديمة وبملعبها الرائع الاولومبيكو، احد افضل واقوى
الاندية الاوروبية والعالمية برشلونة الاسباني ومانشستر يونايتد الانجليزي
ليحددا بينهما اسم بطل هذا الموسم.

ولا شك أن هذا النهائي يختلف عن الكثير من النهائيات التي اقيمت في السنة
الماضية، فهو نهائي يحمل خمسة ألقاب، اثنان منها لبرشلونة وثلاث لمانشستر
يونايتد.

الشياطين الحمر حققوا لقب البطولة في الموسم الماضي، بينما حققها برشلونة
في موسم 2004/2005، وهذا يعني ان الفريقين يملكان حضورا قويا في البطولة،
ويمتلك كل اغلب اللاعبين الخبرة الكافية لكي يخوضوا النهائي الكبير
ويقدموا افضل ما لديهم.

كما ان اللقاء سيكون فرصة للمقارنة بين بطولتي الدوري الانجليزي والاسباني كأحد افضل بطولات الدوري العالمية.

ايضا تاريخ الفريقين في البطولات المحلية وادائها هذا الموسم يعطي بعدا
آخر، وإثارة اكثر، فمانشستر يونايتد بطل الدوري هذا الموسم وللمرة الثالثة
على التوالي، كما يحمل الرقم القياسي فيها ب 18 لقبا معادلا بذلك رقم
ليفربول، الذي ظل سنوات طويلة هو الفريق الاول في انجلترا من حيث عدد
ألقاب الدوري.

وايضا برشلونة حقق هذا الموسم لقب بطولة الدوري للمرة التاسعة عشرة
ليسترجع الفريق بريقه بعد غياب لعامين عن الالقاب وتحقيق لقب دوري
الابطال، اضافة الى لقب الدوري والكأس المحليين سيكون ختما لافضل موسم في
تاريخ برشلونة من دون منازع.

المواجهة الاخرى الفريدة من نوعها والتي سيترقبها عشاق الفريقين هي
المواجهة بين افضل لاعبين في العالم وفي النهائي بالذات وهما الارجنتيني
ميسي نجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم المان، ولا شك ان فوز
احدهما على الآخر سيعني بشكل كبير احقيته في لقب افضل لاعب في العالم لهذه
السنة بغض النظر عن ما يحدث في الفترة المقبلة من عام 2009.

مواجهة المدربين وان بدت غير متكافئة في عنصر الخبرة، لكنها ستكون غامضة من حيث الافضلية الواقعية في الملعب.

السير اليكس فيرجسون اسم غني عن التعريف وهو العلامة الفارقة في تاريخ
فريق مانشستر يونايتد، ولا شك ان مواجهة كهذه ليست بالغريبة على مدرب صاحب
تاريخ كبير مثل السير والذي سيوظف كل خبرته الكروية لكي يوقف سحرة برشلونة
ويفرض اسلوب الشياطين الحمر على مجريات المباراة المنشودة.

بينما يقود نجوم البلوغرانا مدرب شاب فرض نفسه وبقوة وبدعم لابورتا رئيس
النادي وهو نجم وسط الفريق السابق وابن كاتالونيا المحبوب بيبي جوراديولا
والذي سيدخل بفريقه الى جو المباراة متسلحا بمهارات لاعبيه والتي لم يستطع
اي فريق ان يقف في وجهها هذا الموسم.

ختام جميل لموسم طويل شهد انتصارات اسماء وسقوط اخرى ولكن الانتصار الاخير
بطعم دوري الابطال سيكون مختلفا وحائرا بين تكتيك الشياطين وسحر كاتالونيا.