سؤال يبحث عن إجابة!

موضوع: سؤال يبحث عن إجابة! 7/4/2009, 22:04

سؤال يبحث عن إجابة!

إنه سؤال بريء جداً يبحث عن إجابة!
لكن هذه الإجابة لا بدَّ أن تكون مقنعة جداً جداً لكل من يتفاجأ بالحجم المتواضع للعمل الخيري المنظَّم في البلدان العربية؛ فكل الدول العربية لا يتجاوز عددُ المنظمات الخيرية فيها عددَ مثيلاتها في دولة غربية واحدة، ونحن أمة الزكاة، ومحبو الصدقة، وأهل الفزعة!
الحكومات لها دور مؤثر في تنمية العمل الخيري وتفعيله، وهــي كذلك مَنْ تملــك القدرة على تقزيمه. وسياسة حكومةٍ مّا تجاه العمل الخيري هي الريشة التي ترسم صورة العمل الخيري وتوضِّح مكوناته وأبعاده.
إن من أكبر المستفيدين من آثار العمل الخيري المنظَّم هي الحكومات ذاتها؛ فالعمل الخيري قادر على أن يكون شريكاً فاعلاً في التنمية المستدامة وإقامة العدالة بين أفراد المجتمع بشكل أسرع وأكفأ في كثير من الحالات، وهو فوق ذلك كله وسيلة للتوفير على خزينة الدول؛ لأنه تدوير إرادي لأموال القادرين من الشعب بما يعود على المحتاجين بالنفع والفائدة.
إذا كان الأمر كذلك؛ فلماذا إذاً لا نرى ما يعكس استشعار الحكومات العربية لأهمية العمل الخيري؟!
• • •
ما زال السؤال بريئاً حتى الآن!
هناك احتمالان لا ثالث لهما؛ الأول: أنها لا تعرف حتى الآن أهمية العمل الخيري ولم تدرك بعدُ آثاره الرائعة، والثاني: أنها لا ترغب فيه!
أما الأول فمشكوك فيه؛ لأنه حتى الدول الفقيرة في العالم والأكثر تأخراً من بعض الدول العربية استشعرت أهميته وصنعت منه شريكاً في تلبية حاجات المجتمع، وترجمت ذلك بأنظمة واضحة وتسهيلات واسعة لمنظماته.
وأما الاحتمال الثاني فهو يقودنا إلى التساؤل عن السبب في عدم رغبة الحكومات العربية في العمل الخيري والذي يجعلها تضحِّي بمنافعه الكبيرة وآثاره الإيجابية عليها وعلى مجتمعاتها.
إن قراءة سريعة في تاريخ العمل الخيري العربي تكشف لنا أن ثمَّة قرارات اتُّخذت وسياسات تُبنِّيت في فترةٍ مّا للحدِّ من العمل الخيري؛ لا سيما تلك التي تمنح أفراد المجتمع مزيداً من المشاركة في الحراك السياسي.
قد يكون للعمل الخيري السياسي وما يسمَّى بمنظمات الضغط وتوجيه السياسات العامة مصدر مشاغبة على الحكومات العربية. حسناً! نستطيع - نحن العرب - أن نتفهم ذلك.
وقد تكون النقابات والاتحادات محاضن لولادة أحزاب معارضة. حسناً مرة أخرى! العربي يتفهم حساسية ذلك.
لكننا بأيِّ حال من الأحوال لم نستطع - ونحن العرب الأقحاح - أن نتفهم لماذا لم تقم الحكومات العربية - وهي صاحبة القرار على مجتمعاتها - بفتح المجال للعمل الخيـري الذي لا يحمل صبغة سياسية ليستفيد المحتاج ويشارك القادر وتنعم خزائن الدول بأموالها؟
لا أظن أن صيغة الجملة الأخيرة نزعت صفة البراءة من السؤال الرئيس!

موضوع: رد: سؤال يبحث عن إجابة! 7/4/2009, 23:22

... عار عليك اذا فعلت عظيم

موضوع: رد: سؤال يبحث عن إجابة! 9/4/2009, 17:37