حدث في مستشفى وهران دخل لاستئصال ورم فسرقوا كليته

مازال الغموض يكتنف قضية المريض محمد الأمين ''س .م''، 23 سنة، الذي خضع لعملية جراحية بمستشفى وهران سنة 2003 لاستئصال ورم يقع فوق الكلية اليمنى، إلا أنه اكتشف بعد 5 سنوات أن هذه الكلية غير موجودة.
سارع محمد إلى رفع القضية أمام محكمة وهران، يتهم فيها الطبيبين اللذين أجريا له العملية الجراحية بالجناح 14 لمستشفى وهران الجامعي بسرقة كليته. ولم يفصل في هذه القضية بعد، في انتظار الكشف عن نتائج الخبرة الطبية المضادة التي أجريت للمعني، في الأيام القليلة الماضية.
حسب التفاصيل التي جاءت ضمن ملف طبي تحوز ''الخبر'' على نسخة منه، يكون المريض محمد الأمين قد خضع بتاريخ 12 جانفي 2003 لإجراء عملية جراحية لاستئصال ورم غير خبيث على مستوى الغدة الكظرية التي تعلو الكلية اليمنى بمصلحة الجراحة العامة لمستشفى وهران الجامعي.
بدأ محمد الأمين يتماثل للشفاء، وكان يخضع للمراقبة الطبية من حين لآخر، إلا أنه تعرض شهر جانفي 2008 لوعكة صحية نقل على إثرها إلى مستشفى يوسف دمرجي بتيارت، وهناك كانت صدمته شديدة حينما أخبره الطبيب المكلف بفحصه بعد أن أجرى له فحوصا طبية وأشعة أنه يملك كلية واحدة.
لم يستوعب محمد الأمين الأمر، وما كان عليه سوى إجراء الفحص بأشعة السكانير ثلاث مرات، ليتأكد من صحة الخبر، ومرة أخرى جاءت النتائج الطبية لتثبت أن كليته اليمنى غير موجودة، وهو ما جعله يرفع القضية أمام محكمة وهران، حيث أودع شكوى ضد الطبيبين ''ب.ب''، و''ش.ع'' اللذين أجريا له العملية الجراحية بمستشفى وهران، وذلك على أساس أن كليته اليمنى كانت محل سرقة رغم ثبوت سلامتها في تحاليل ما قبل إجراء العملية، كما أنه لا يوجد ضمن التقارير الطبية، وسجلات المستشفى ما يثبت أنه أجريت له عملية استئصال الكلية اليمنى.
وبناء على الشكوى، أمر قاضي تحقيق الغرفة التاسعة لمحكمة وهران، بإجراء أول خبرة طبية لدى البروفيسور ''ع''، رئيس مصلحة جراحة المسالك البولية بمستشفى وهران الجامعي، وأثبتت أن الكلية غير موجودة، إلا أن قاضي التحقيق سرعان ما خلص إلى أنه لا وجه للمتابعة لعدم معرفة الفاعل، وهو القرار الذي استأنفه محمد الأمين أمام غرفة الاتهام، وأجريت له خبرة ثانية مضادة تكفل بها الدكتور '' ر'' بمستشفى عبد القادر حساني بسيدي بلعباس، ولم يكشف عن نتائجها بعد.
وجاءت تصريحات الطبيب المتهم ''ب.ب'' أثناء التحقيق ''لتؤكد تخصصه في الجراحة العامة بمستشفى وهران الجامعي، وأنه أجرى بتاريخ 14 جانفي 2008 عملية جراحية للضحية تتعلق باستئصال غدة الكلية اليمنى التي كان بها ورم تبين بعد استئصاله أنه غير خبيث، وذلك بمساعدة صهر الضحية الجراح ''ع.ش''، وطاقم طبي. كما أكد أنه لم ينزع الكلية اليمنى للضحية، وأن هذا النوع من العمليات يتطلب موافقة المريض أو وليه الشرعي، وترخيص من الوزارة الوصية، وإمكانيات، وفريق طبي متعدد الاختصاصات.
من جهته صرح الطبيب ''ع.ش''، أنه ''يعمل كجراح بنفس المصلحة، وتجمعه علاقة مصاهرة بالضحية، وقد شارك في العملية الجراحية المتعلقة باستئصال ورم غير خبيث يعلو الكلية اليمنى''.
الطبيب المعالج للضحية والمدعو ''ز.م'' قال إن ''محمد الأمين كان أحد مرضاه، واكتشف خلال شهر ديسمبر 2002 أنه يعاني من ورم على مستوى الغدة الموجودة فوق الكلية اليمنى. وبتاريخ 13 جانفي 2008 قام بفحصه بواسطة الأشعة، فلاحظ عدم وجود الكلية التي أجرى بشأنها عملية جراحية''.
راسل الضحية كلا من رئيس الجمهورية، ووزير العدل، ووزير الصحة، من خلال عدة شكاوى، ولكنه لم يتلق منهم أي رد، وهو اليوم يستنجد بالعدالة الجزائرية، ويضع فيها الثقة لإنصافه.

البروفيسور حمادي مدير النشاطات الطبية بمستشفى وهران
''التحقيق مازال متواصلا''
- أكد البروفيسور حمادي، مدير النشاطات الطبية، وشبه الطبي بمستشفى وهران الجامعي في تصريح لـ''الخبر''، أن حالة المريض محمد الأمين معروفة، وسبق وأجري تحقيق بناء على طلب من وزارة الصحة. وبعد رفع القضية أمام العدالة، تم فتح تحقيق ثان لا يزال جاريا في انتظار دخول رئيسة المجلس العلمي من العطلة لإكماله.
وشدد المصدر ذاته على أن العملية التي أجريت للضحية سنة 2003 كانت على أساس استئصال ورم غير خبيث يعلو الكلية اليمنى، وحضرها كل من صهره وابنة عمه، مضيفا أن عملية استئصال الكلية تتطلب عدة إمكانيات، وفريقا طبيا متعدد الاختصاصات.

رانا في بلاد تفرت