المدية....

زائر

باشرت المصالح الصحية والوقائية، بداية الأسبوع، حملة تلقيح استدراكية بمصل الـ''بي سي جي'' في الوسط المدرسي، مست التلاميذ البالغة أعمارهم بين ست وسبع سنوات كأول خطوة.
يشير التشخيص الأولي، حسب مصدر طبي، إلى بداية الكشف عن فضيحة تهز قطاعي الصحة والتعليم معا، كون أغلبية تلاميذ مدارس الجهة الغربية للولاية، وبنسبة تتعدى 60 بالمائة لا يحملون أي أثر جسدي للتلقيح ضد السل منذ ولادتهم، حسب الدكتور حجام، الذي عمل سابقا في وحدة للطب المدرسي بنفس الجهة. أما كيف تم تسجيلهم في المدارس، فيحتاج الأمر إلى تحقيق في ملفات الدخول، على أساس أن شهادة أو دفتر أداء التلقيحات شرط إجباري وقائي مسبـق لقبول التحاقهم بمقاعد التعليم. علما أن الذين تستهدفهم بداية حملة التلقيح هذه، من المولودين بين 2001 و2002، أي ما بعد الأزمة الأمنية، مما يدفع أي مبرر لهذا التخلّف.
هذه الحملة تفتح الباب للتأويلات إن كان هذا اللقاح هو الوحيد الذي لم يتلقه هؤلاء الأطفال، أم يحتمل أنهم لم يتلقوا أي لقاح ضد كل الأوبئة المراقبة بواسطة رزنامة التلقيحات كالدفتيريا، التيتانوس، السعال الديكي والبوحمرون، بالإضافة إلى التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي.
وقد انطلقت هذه الحملة بعد أن تطرقت ''الخبر'' في أحد أعدادها لارتفاع تسجيل الإصابات بداء السل القادمة إلى مستشفى قصر البخاري من الجهة الغربية للولاية، والتي لازالت الإحصائيات تتضارب بشأنها في الوسط الطبي لعدم التحكم في بؤرها، بعد ظهورها في الوسط الحيواني كالأبقار منذ أكثـر من خمس سنوات، حسب مصادر بيطرية، لتبدأ بعدها في الظهور بين السكان خاصة خلال السنتيـن الماضيتين. وتأزم الوضع مؤخرا بعد بتسجيل وفيتين من عائلة واحدة بحي الزبرة بقصر البخاري. فيما تم ترحيل باقي أفراد العائلة إلى المستشفيات، لظهور أعراض الإصابة عليهم وتم غلق بيتهم ووضعه تحت الحجر الوقائي.
وقد تم خلال السنة المنصرمة تسجيل 42 حالة إصابة بالسل ببلديات: الشهبونية، سبت عزيز، دراق، وأم جليل، الواقعة في الجهة الغربية للولاية. كما بلغ عدد الإصابات المسجلة بها في غضون أسابيع 14 حالة منذ بداية السنة الجارية، وبتسجيل 13 حالة إصابة بالتهاب السحايا الفيروسي خلال الفترة ذاتها على مستوى مستشفى قصر البخاري.
وحسب مصدر صحي، فإن من بين أغلب حالات السل المسجلة بمستشفى قصر البخاري لمصابين تم إخضاعم للعلاج سابقا بعدة مؤسسات صحية لنفس المرض. مما يطرح تساؤلا حــول مدة العلاج وفعاليته، من حيث كمية وطبيعة المضادات الحيوية التي كانت تعطى لهم، وفيما إذا أصبحوا حاملين لعصيات سل مقاومة أو متعددة المقاومات ضد المضادات الحيوية، مما يزيد في خطورة الإصابات من حيث عدواها وتكاليف علاجها. وبأن خطورتها لا تمس مصابيها فحسب، بل تهدد زوار وعمال مستشفى قصر البخاري، كونه لا يحتوي على مصلحة مختصة في مراقبة وعلاج المصابين بالأوبئة المعدية. لتبقى مسؤولية استقبالهم وعدم تحويلهم إلى المصالح المختصة بمستشفيات أخرى أمرا مثيرا للتساؤلات.

موضوع: رد: المدية.... 9/5/2009, 09:23

الله لا يبلينا